أكثر من عامٍ كاملٍ قد انقضى على إصدار مغامرة جيرالت الأخيرة بلعبة The Witcher 3. أخذت هذه اللعبة الجماهير على حين غرة وصدمتهم بما قدمته من جودةٍ غير مسبوقة في جوانب عديدة. ربما لم يصل إتقان جودة اللعب ونظام القتال إلى المستوى الذي يطمح إليه بعض عشاق الأكشن آربيجي، لكن النواحي الفنية والقصصية حلقت فوق السحاب.
تصميم الدروع والأسلحة والملابس أتى مُتميزاً للغاية، وبدا لنا وكأنه قادمٌ من أحد مسلسلات أو أفلام الفانتازيا ذات الميزانيات الضخمة. السرد القصصي والتمثيل الصوتي حملا جودة عملاقة. استلهمت اللعبة الكثير من الأساسات القصصية التي جلبتها ألعاب Bioware و Bethesda في الماضي، إلا أنها قفزت خطوة إضافية بالاهتمام الكبير بكل مهمة جانبية، وكل محادثة، وكل مخطوطة، وحتى جزئيات التوصيف في قائمة اللعبة مثل الوحوش، التي كان وصفها أشبه بسرد مجموعة من القصص القصيرة المُخيفة عن عالم اللعبة المُريع.
العنصر الأكثر تألقاً ربما لم يكن هذا ولا ذاك، بل هو عالم اللعبة الذي جسد الربوع الأوروبية بصورة مُدهشة، وجلب حكاياها ولعناتها وأساطيرها وخرافاتها ليحولها إلى لوحة كابوسية يُمكن للاعبين التحكم بها. في هذه اللعبة ستُشاهد التماثيل الحجرية شامخةً على قارعة الطريق لإلقاء التحية على العابرين. ستغوص في البحار بحثاً عن اللآلىء والكنوز الدفينة في الأعماق وعبر حُطام السفن والقوارب. ستجوبُ الكهوفَ المُظلمة مُستنيراً بضوء مشعلك الأمين باحثاً عن أعشاش المخلوقات المخيفة ومكتشفاً التجارب السحرية المروعة.
ستُبحر وسط المياه مُستعيناً بأنوار المنارة البعيدة وستحذر من النداهة التي حولت المُحيط إلى مقبرةٍ للمُسافرين، ستصعد إلى قمم الجبال وأنت ترمق تلك المباني الحجرية التي تُحلق فوقها الغربان تحت ضوء القمر، وستستل سيفك الفضي لتقضي على تلك الكائنات غير البشرية، والتي وضعها القدرُ في طريقك المشؤوم.
إليكم هذه المجموعة من اللقطات التي أعددناها وفق قواعد التصوير والتركيب (Composition) لتسترجعوا معنا الذكريات الأثيرة لرحلتكم:
0 التعليقات:
إرسال تعليق