عام 2010 حصلنا على لعبة الأكشن والتسلل Dishonored من فريق التطوير Arkane Studios ونشر Bethesda Softworks وكانت واحدة من التجارب المميزة في الجيل الماضي والتي لاقت إستحسان اللاعبين والإعلاميين على حد سواء، الأن بعد أربع سنين نحصل على الجزء الثاني من اللعبة ونقدم لكم المراجعة الخاصة باللعبة بنسخة الـXbox One لنتعرف سويا على التجربة التي تقدمها وهل كانت تستحق كل ذلك الإنتظار.
أحداث القصة تقع بعد الجزء الماضي بـخمسة عشر عاما حيث بلغت الأميرة Emily Kaldwin لتصبح الحاكمة الجديدة وقام بطل الجزء السابق والحارس الملكي للحاكمة Corvo Attano بتبني الأميرة بعد مقتل والدتها في الجزء الماضي وقضى السنين الأخيرة في تعليمها كل ما يعرفه من فنون القتال بالسيف والتسلل خوفا من أن يأتي اليوم الذي ستحتاج إليه إلى مثل هذه المهارات واليوم الموعود يأتي بالفعل مع إحتفالية ذكرى وفاة الحاكمة السابقة حيث أتى الدوق Luca Abele من مدينة Karnaca مسقط رأس Corvo لتقديم هدية للحاكمة Emily وكانت هديته هي Delilah التي تدعي كونها الأخت الكبرى للحاكمة السابقة والوريث الشرعي للحكم.
عند الوصل لتلك الجزئية سيكون لكم الخيار في اللعب بشخصية Emily أو Corvo وهو خيار دائم لا يمكن تغييره طوال فترةاللعب والمنظور الذي سيتم طرح القصة من خلاله سيكون مختلفا ما بين الشخصيتين حيث تتساءل Emily عن أي نوع من الحكام تريد أن تصبح وستقومون بصقل شخصيتها في القصة بينما Corvo سيتذكر جزءا من ماضيه ونشأته في مسقط رأسه ولكن الأسئلة التي ستبحثون عن أجوبتها واحدة، من هي Delilah؟ وهل هي أخت الحاكمة السابقة فعليا؟ وهل هناك هدف أخر غير السيطرة على الحكم؟
كحال الجزء الماضي فالقصة متشعبة بالعديد من الخيارات فيمكنكم أن تقتلوا الهدف المطلوب أو يمكنكم أن تجدوا حلا أكثر سلمية أو رحمة وتتواجد العديد من الحلول البديلة في كل مهمة وتأثير خياراتكم واضح على الشخصية التي تلعبون بها وحواراتها وخاصة Emily كوننا نلعب بالشخصية لأول مرة وقراراتكم ستحدد أي نوع من الحكام ستكون وماهي الأساليب التي ستسخدمها فور إستعادتها لعرشها، من جهة أخرى عند اللعب بشخصية Corvo ستحددون الطرق والأساليب التي سيقوم فيها بإنقاذ إبنته وإلى أي حد من الممكن أن يتمادى في ذلك، مع تقديم اللعبة لشخصيتين فالقصة لديها قيمة كبيرة عند إعادة اللعب وحتى لو قمتم بإختيار نفس الشخصية ستكتشفون المزيد من تفاصيل القصة حيث أن التفاصيل الكثيرة لها لا يمكن إستبيعابها بالكامل من المرة الأولى وستجدون بعض المعلومات والتفاصيل التي فاتتكم بلا شك.
من الناحية التقنية فاللعبة تستخدم هذه المرة محرك Void Engine المبني على محرك id Tech 5 عوضا عن Unreal Enginge 3 المستخدم في الجزء السابق، المحرك الجديد يعطي اللعبة طابعا جديدا وحيويا أكثر فالجزء الماضي كانت تغلب عليه الألوان الداكنة والسوداوية، لا تزال اللعبة ذات طابع سوداوي لكن مع بعض الحيوية وتفاصيل العالم جميلة ومتقنة والفريق قد إعتنى بمختلف العناصر التقنية من الظلال والمؤثرات الخاصة وحركة الملابس والعناصر في البيئة جميلة وتعطي اللعبة شعورا بالحياة، اللعبة تعمل بدقة 30 إطارا وبالحفاظ على معدل الإطارات بشكل ثابت وقد تواجهون إنخفاضا بسيطا لمرة أو مرتين في التجربة وخارج مناطق اللعب والتي لا تؤثر فعليا على التجربة.
نظام التحكم قريب جدا من الجزء الماضي ومطابق له تقريبا حيث تحملون سيفكم بيد وباليد الأخرى ستقومون بإستخدام إحدى القوة السحرية أو الأسلحة الأخرى والحرية التي تملكونها في هذا الجزء أكبر من ذي قبل فالمناطق أكبر من الجزء الماضي ومليئة بالتفاصيل وستشعرون بضخامة بعض المناطق والوقت الطويل الذي تتطلبه لإستكشافها وبالنسبة للقتال فقد أصبحت التجربة أكثر ديناميكية حيث يمكنكم أن تقتلوا الأعداء بالمزيد من الحركات القاضية ويمكنكم أن تقوموا بالتزحلق على الأرض وإسقاط العدو لإستقباله بسيفكم أو بإستخدام بعض القدرات لسحب عدوكم ورفعه عاليا في الهواء ليكون سيفكم في إستقباله كما تتواجد قوة تمكنكم ربط مجموعة من الأعداء ببعضهم البعض بحيث أن قتلكم أو أفقادكم لأحدهم لوعيه سينعكس على الأخرين تلقائيا.
الأعداء ينهالون عليكم بشكل أسرع هنا وعند إكتشاف أحد الأعداء لكم فسيقوم بالغالب بطلب المساعدة من رفاقه الأخرين وهناك تنويع ما بين الأعداء من رجال أليين والجنود المعتادين وبعض الكائنات السحرية والتحدي الذي تقدمه التجربة قد تحسن بشكل ملحوظ عن التجربة السابقة حيث أنكم ستموتون من ضربتين أو ثلاث في حال إخترتم الصعوبة المتوسطة أو العالية والقدرات السحرية تلعب دورا مهما في تجربة التسلل في حال رغبتم بتجربة اللعبة الأصلية كلعبة تسلل وبالطبع لديكم هذه المرة خيار رفض الحصول على القدرات السحرية مما سيرفع من التحدي في التجربة بشكل كبير.
ستتمكنون من تطوير أسلحتكم والعدة التي ترتدونها لتخفيف الصوت الصادر عند الركض أو زيادة حجم الذخيرة الممكن حملها وكالجزء السابق ستتواجد التمائم والأحجار السحرية التي يمكنكم أن تقوموا بالبحث عنها وجمعها لتطوير قدراتكم السحرية أو رفع القوة أو السرعة الخاصة بكم عند إستخدام التمائم وفي حال رغبتم في معرفة المزيد من تفاصيل القصة ستجدون العديد من الكتب والرسائل المتفرقة في عالم اللعبة والتي تعطيكم المزيد من التفاصيل إضافة إلى الخيارات الجانبية التي ستمكنكم من فهم القصة والأسباب خلف أفعال أعدائكم بشكل أفضل، أخيرا فاللعبة ستقدم لكم مجموعة متفرفة من الألغاز ما بين الحين والأخر لحلها مما يعطي المزيد من التنويع للتجربة وتتراوح هذه الألغاز ما بين المتوسطة وما يحتاج إلى القليل من التفكير ربما.
لإنهاء اللعبة للمرة الاولى بمزيج من التسلل والقتال وتجميع نسبة لا بأس بها من الأسرار والعناصر السحرية المخبأة وبصعوبة متوسطة فمعدل التجربة سيكون ما بين 9 و 10 ساعات وفي حال رغبتم بالمضي بالتسلل فقط فستحتاجون إلى المزيد من الوقت ولفهم جميع تفاصيل القصة وجمع جميع الأسرار المخبأة فستحتاجون إلى المزيد والمزيد من الساعات وكما ذكرنا سابقا فالتنويع في المنظور الذي يتم طرح القصة فيه ما بين الشخصيتين وخياراتكم أمر يعطي اللعبة المزيد من القيمة لإعادتها، Dishonored 2 مثال مناسب لما يجب أن تكون عليه التكملة لأي لعبة مع عالم أوسع وأكبر وتجربة أصلية مع بعض التجديد فاللعبة ينصح بها لمحبي الجزء السابق ومحبي ألعاب التسلل بلا شك وواحدة من الإصدارات المميزة للعام الحالي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق